عجيب والله أمر المدرسة

عجيب والله أمر المدرسة
لقد اشتكى العاملون بها المديرَ السابق ، لأنَّ الفوضى والاستهتار كانا شعارَهُ في إدارتِها كما قيل :
هُو في الإدارةِ تافهٌ وشعارُهُ *** فيهَا هُو الفوضَى والاستهتارُ
وهاهم يشتاقون إلى أيامِه ،ويحنون إليها ، ويتحسرون على تلك الفوضى التي ضاعتْ منهم ، وكانت بين أيديهم ، إنهم لا يريدون انضباطًا ولا التزامًا ؛ فلا أحدَ يريد أن يحضرَ في موعده ، ولا معلمَ يوَدُّ أن يقف أمام فصلِهِ ، والله أعلم بمن يعمل ومن لا يعمل داخل الفصول ، ولا مشرفَ يقومُ بعملِهِ الذي كُلِّفَ بِه ، بل كثيرا ما يحتالون للتهرب من الإشراف ، وقليلٌ من الإداريين منْ ينهضُ لأداءِ واجبِهِ ، وأمَّا العمالُ فحدِّثْ ولا حرجَ ...
إنهم يتفننون في الاحتيالِ للخروجِ من المدرسةِ والهروب منها : فهذا مريضٌ ، وهذا مشغولٌ ، وهذا .... ، وهذا..... ،
إني أتساءلُ ماذا يريدُ العاملون بالمدرسةِ ؟
هل كُلِّف أحدٌ منهم بما لا يطيقُ ؟ أوْ طُلِبَ منه أن يقومَ بغيرِ عملِه ؟
فلمَ لا يعملون ؟
الجوابُ : أنهم منْ مصرَ ، ولا أحدَ من أبناءِ مصرَ يريدُ أن يعملَ لينهضَ بها
يطالبون برواتبَ وحوافزَ ومكافآت ، وأما العملُ فوجْهُهُ كريهٌ عندهم ، وشكله غيرُ مألوفٍ لهم
لك اللهُ يا مصرُ ، ولا باركَ اللهُ فيمن استحلَّ قرشا ، أعني : من أخذَ قرشا ولمْ يعملْ به ، ولكنْ هل هم يأخذون قروشًا ؟
مضى زمنُ القروش التى كنا نتقاضاها ، وكنا مع ذلك نتفانى في العملِ ، وأدركَنَا زمنٌ أقلُّ واحدٍ منا لا يقلُّ راتبُه فيه عن ألفِ جنيهٍ ، ولا يؤدي حقَّ الواحدِ منه
أكرر: لك اللهُ يا مصرُ ، يطالب أبناؤك بحقوق لا يستحقونها ، ويدعون ما يجب عليهم
إنَّ الإدارة في ظل هؤلاء أمستْ عبئا ينوءُ به الكاهل ، وهمًّا يجلب الأمراضَ والعلل ، فما من أحد إلا ويحمل على المديرِ ، ويحتك به ، وينالُ منه : المعلمُ والإداريُّ ومشرفُ النشاطِ والعاملُ والطالبُ ووليُّ الأمر والموجهُ ولجانُ المتابعة ......
بئسَتِ الوظيفةُ الآن مديرُ المدرسة ، وواللهِ لولا أنها فُرِضَتْ عليَّ ، ورغبتي في الإصلاح وخدمةُ طلابِ بلدِي مَا أقدمْتُ عليْهَا ، ولا قبلْتُها ، ولسوفَ أتركُها ـ إن شاءَ اللهُ ـ إذا لمِ ينتظمِ الأمرُ بالمدرسة ، وينصلحْ حالُها ؛ إذ لا أريد أنْ أجمعَ مرضًا على مرضٍ ، ولا همًّا على همٍّ
أكررُ : لكِ اللهُ يا مصرُ ، متى ينهضُ بك أبناؤك ؟
عَلَى التَّعلِيمِ فِي مِصَرٍ سَلَامِي *** فَجَوْهَرُهُ كَلَامٌ فِي كَلَامِ

لك الله يا أستاذ محمود
و أعانك على هذه المسئولية
و انت عندك حق
و الله عندك حق
و لذلك أنا مصمم على ألا أتولى منصباً رئاسياً أبداً
لا اليوم، و لا غداً ، و لا بعد ذلك

عندك كل الحق يا أستاذي الكريم

الحمد لله الذي أذهب عني الأذى ، وعافاني من البلاء.

عجيب والله أمر المدرسة

عجيب والله أمر المدرسة

رد: عجيب والله أمر المدرسة

رد: عجيب والله أمر المدرسة

رد: عجيب والله أمر المدرسة